أخبار المؤسسة

معنى الوقف

27 يوليو 2020


يطلق الوقف لغةً على الحبس والكفّ، ويُجمع على أوقاف ووقوف, الوقف في الاصطلاح الشرعي هو حبس عين المال وتسبيل منفعته؛ طلباً للأجر من الله تعالى. ويُقصد بالعين الشيء الذي يُمكن الانتفاع به مع بقاء أصله، مثل البيوت والأراضي وغيرها، ويقصد بتسبيل المنفعة أي تخصيصها لوجه الله تعالى، أما المنفعة فهي ما ينتج عن الأصل الأجرة والربح وغيرها من المنافع.

ومن أركان الوقف الواقف، وهو الشخص الذي يصدر الوقف منه، ويشترط فيه أن يكون أهلاً للتبرع؛ إذ إنّ الوقف من عقود التبرعات، أي بالغا مميزا عاقلاً مالكا للأهلية, غير محجوز عليه. 

ومن أركانه أيضا وجود الموقوف: ويقصد به الصدقة التي صدرت من الواقف، ويجب أن يكون المال الموقوف متقوّماً؛ أي أنّ له قيمةً، عقاراً كان أم منقولا معروفاً، وأن يكون على ملك الواقف وقت الوقف.

ويشترط في صيغة الوقف عدم تعلّقه على شرطٍ غير متحقّقٍ وقت الوقف، فلا يصحّ من الواقف أن يقول وقفت هذه الأرض إن قَدِم فلانٌ من السفر، ويبطل الوقف بذلك، إذ إنّ الوقف من عقود التبرعات التي لا يجوز فيها التعليق على شرطٍ، ويصحّ الوقف إن كان الشرط موجوداً وقت الوقف.

ولا يضاف الوقف إلى ما بعد الموت، ويجوز للواقف أن يرجع عن وقفه قبل موته، وإن لم يرجع يكون الوقف حينها وصيةً تنفّذ بحدود الثُلث فقط، ولكن إن أُضيف الوقف إلى الزمن المستقبل غير الموت فيعدّ الوقف حينها صحيحاً لازماً. إن اقترن الوقف بشرط الخيار، كأن يقول الواقف وقفت البيت ولي الخيار ثلاثة أيامٍ في الرجوع عنه، فهو صحيح إن كانت مدته معلومة محددة، اما وقف المسجد، فيصحّ ويبطل شرط الخيار فحسب.

ولا يجوز اقتران الصيغة بشرطٍ يؤثر على أصل الوقف والمنفعة منه، فيعتبر حينها الشرط باطلاٌ والوقف صحيحا.

ولا بدّ من التأبيد في الوقف أي عدم قصر صلاحيته في الزمن.

أما الجهة الموقوف عليها, فهي جهات البرّ والخير المستفيدة من الوقف، فإن لم يذكر الواقف الجهة فالأصل أنّها للفقراء، إلّا ما عُرف فيه عدم التفريق بين الفقير والغني؛ كالمقابر والمساجد وكتب العلم ونحوها.

وحكم الوقف الاستحباب وهو الأصل.

وقف القرآن من أجل الروح

يندرج وقف القرآن للروح ضمن الأوقاف المرصودة في أبواب الخير التي يتقرّب بها العبد من الله تعالى، ويتحمل وقف القرآن للروح وقف العقار ووقف المنقول معا. كما يشمل وقف المنافع ووقف الأموال النقدية ووقف الحقوق المعنوية. وهو وقفٌ مؤبدٌ غير محدد في الزمنٍ، ولا يملك الواقفون فيه الرجوع عن أوقافهم. ويندرج ضمن مقصد حفظ الدين، فلا شيء أشرف من نشر كلام الله لتحقيق ذلك.

وهو وقف مضبوط مستقل الإدارة متصل الابتداء والانتهاء متجدد كل سنة ومتزايد بحسب قيمة المال الموقوف الجديد. وهو وإن كان ثمرة جمع من الخواص، فإنه من ضمن الأوقاف العامة الاستثمارية، أي وقف استغلالٍ، ويُقصد منه الانتفاع من أرباحه مع الحفاظ على رأس ماله النامي باطراد مع نمو الأموال الموقوفة.

ويعتبر وقف القرآن للروح وقفٌا مشتركا؛ يشترك في إقامته عدد من المسلمين. وهو وقف عام لا يختص به أحد. ويمتد نفعه للناس كافة، وهو وقفٌ خيريٌ؛ يسعى لتحقيق أحد أوجه البرّ والخير؛ وهو طباعة كتاب الله وتوزيعه بمختلف الترجمات المفيدة للمحتاجين والراغبين فيه.

ويُتيح الوقف للمتبرعين الإكثار من الطاعات والقربات، ليستمرّ أجر الطاعة وتستمر منفعتها وينالون الأجر منها حتى بعد موتهم، حيث شرع الله الوقف استجلاباً لمصالح الدِّين في الدنيا والآخرة، فيعظم أجر العبد بتوقيف ماله او جزء من ماله في سبيل الله، كما ينتفع عدد كبير جدا من الناس بالوقف، من مختلف البلدان والاجناس والأديان.